حولنا

مقدمة



تتألف فصيلة الجمال – جيناس كاميلاس – من نوعين: البعير العربي (دروميداري) ذو السنام الواحد، والبعير الآسيوي (باكتريانز) ذو السنامين. ولقد أصبحت الجمال وحيدة السنام أليفة ومتجذرة في حياة الناس منذ آلاف السنين، خاصة في المجتمعات العربية الشرق اوسطية وبإفريقيا وآسيا، بالإضافة لربع مليون بعير تجوب الآفاق بأستراليا كجزء من الحياة البرية شبه الصحراوية. وهذا البعير متأصل في السايكلوجية والثقافة والاقتصاد والشؤون الحياتية العربية، فهو وسيلة النقل والترحال عند العرب منذ الأزل، وهو مصدر الغذاء بلحمه وحليبه الصحي، ومصدر فوائد أخرى، كالملبس والخيام من وبره وجلده، بالنسبة للبدوي الذي عاش ولا زال يعيش بشبه الجزيرة العربية وبشمال وغرب وشرق إفريقيا. وهنالك استخدامات أخري للبعير منذ قديم الزمن، مثل سباق الهجن (ولقد بعثت هذه الرياضة مجدداً مؤخراً)، وحمل المحاربين في زمان القتال بالرماح والقنا. ولا زال الجمل العربي يمارس مهامه التقليدية في العديد من الدول النامية بإفريقيا وآسيا حتى اليوم، علي الرغم من أنه تنازل للسيارة منذ مجيئها للشرق الأوسط في ثلاثينات وأربعينات القرن العشرين، على إثر تفجر الثروة النفطية وتعبيد الطرق بالأسفلت.

وقد ورد ذكر الجمال في مواضع عديدة من القرآن الكريم، ولقد أحب النبي عليه الصلاة والسلام الإبل ومدحها، خاصة ناقته المفضلة (القصواء) التي دخل علي ظهرها مكة فاتحاً.



وقال صاحب السمو الوالد القائد الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان رحمه الله: (وفاءً من للإبل وما أسدته لأسلافنا ولنا من بعدهم من خدمات، وقت أن كنا نعتمد عليها في كل حياتنا وتنقلاتنا ورحلاتنا ، فإننا نهتم بها ونكرمها لسابق أفضالها علينا وعلى أجدادنا، ولن ننسي أن الإبل كانت وسيلتنا الوحيدة في التنقلات.)



هذا، وقد أصبح الجمل مهدداً بالانقراض في أعقاب التحديث الذى شهدته المجتمعات العربية الشرق أوسطية خلال نصف القرن المنصرم، وما شيدته من بنيات تحتية متقدمة. بيد أن هذا الواقع لم يغب عن ذهن القيادة الحكيمة التي أصرت علي تكريم البعير وبذل كلما يمكن لازدهاره وتكاثره وتغلغله مرة أخري في حياة ووجدان الأمة؛ ولقد تعاظم الاهتمام بالجمال، علي المستوى الفردي والمؤسسي والحكومي ، وأصبح معظمها محسنة الانساب ومطهمة بشكل رائع. إن تأسيس (مركز البحوث البيطرية) بواسطة سمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان وسمو الشيخ هزاع بن زايد آل نهيان، هو في نفس الوقت نتيجة باعث لهذه الحملة الثورية لرفع شأن البعير وترسيخ دوره في المجتمعات المحلية والإقليمية والدولية.

وينعم مركز الابحاث البيطري بالعناية الأبوية الحانية من قبل سمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان ممثل الحاكم في المنطقة الغربية، وسمو الشيخ هزاع بن زايد ال نهيان، نائب رئيس المجلس التنفيذي لإمارة أبوظبي ومستشار الأمن الوطني؛ ويعتبر هذا المركز أكبر وأحدث مؤسسة لتوليد وتربية الجمال في العالم بفضل العناية والاهتمام اللصيق والنظرة الثاقبة والخيال الخلاق والتخطيط الممتاز والدعم المالي والمعنوي من قبل سموهما.ولقد أصبح المركز جزءاً من المجموعة العلمية المتقدمة ASG ،كما تخطت خدمات المركز النطاق المحلي بالإمارات العربية المتحدة لتشمل دول مجلس التعاون الخليجي وباقي مناطق العالم التي تعيش فيها الجمال.



مركز الابحاث البيطري تحت رعاية سمو الشيخ حمدان بن زايد ال نهيان لإمارة أبو ظبي، والشيخ هزاع بن زايد ال نهيان. وبفضل الرؤية والتخطيط السليم والاهتمام الدقيق والعناية الكريمة والدعم المالي والأدبي، فان مركز الابحاث البيطري يعد الآن أكبر مؤسسة حديثه لتربية الهجن في العالم. وقد أصبحت الآن جزء من المجموعة العلمية المتقدمة. وقد تخطت الخدمات التي يقوم مركز الابحاث البيطري الوضع المحلى ليشمل دول مجلس التعاون الخليجي المجاورة وأبعد من ذلك لتصل الى حيثما يوجد جمل ينبض بالحياة.